الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين
في
درس من الدروس الرمضانية التي كانت تقام بين صلاة المغرب و صلاة العشاء
ذكر الإمام قصة جميلة جدا أعجبتني حدثت في عهد رسول الله صلى الله عليه و
سلم في المسجد خلال أداء الصلاة و بينما الجميع يستمع إلى قراءة الرسول و
الخشوع عَمْ، كبر الرسول للركوع و عند رفعه من الركوع و قوله سمع الله لمن
حمده إذا بأحد الصحابة يرد بما لم يكن في العادة أي زاد عليه و عوضا من أن
يقول "ربنا و لك الحمد" و يكتفي إلا أنه زاد عليه بقوله " حمدا كثيرا طيبا
مباركا فيه" و عند إنقضاء الصلاة و التسليم التفت الرسول صلى الله عليه
وسلم إلى المصلين قائلا : من قال الذي قال.
فارتبك الصحابي و ظن أنه فعل شيئا ما كان ليفعله و قال : أنا يا رسول الله.
فرد عليه النبي قائلا : لَمَا قٌلتَ مَا قٌلتَ أرسل الله عَزَ و جَلَ بِضعًا و سبعين مَلَكًا و أمرهم بكتابة ما قلت.
فاستبشر الصحابي و فرح به الرسول صلى الله عليه و سلم.
انظروا
إخوتي إلى صفات الصحابة و كيف كان خشوعهم في الصلاة و شدة تفاعلهم معها
حتى أصبحوا يرو أنفسهم أمام الله عز و جل و كأنهم يخاطبونه و يخاطبهم
فلنقتدي بهم و نحسن لقاء ربنا في المواعيد التي كتبها علينا و ما أقصر تلك
الفترات التي نكون فيها في حضرة الله عز و جل و لنقف في خشوع و تذلل أمامه و
تعظيما له " و الله هو الغني و نحن الفقراء"