ظاهرة الإنحباس الحراري وتأثيراتها البيئية والصحية
مقدمة
الهواء الطبيعي عنصر مهم لحياة الكائنات الحية على سطح الكرة الأرضية
وهو من أهم مكونات الغلاف الجوي الذي يحمي الأرض من الإشعاعات الضارة و
تقلبات الحرارة والهواء النقي عديم اللون و الرائحة ويكاد يكون تركيبه واحد
في الطبقة السفلي من الغلاف الجوي. جدول ( 1) يوضح أهم مكونات الهواء في
طبقة التربوسفير الملامسة للأرض.
جدول 1 : نسب مكونات الغلاف الجوي السفلي (طبقة التربوسفير) (علي 1987).
الغاز الرمز الكيمائي النسبة المئوية (%)
نيتروجين N2 78.08
أكسجين O2 20.94
أرجون Ar 0.934
ثاني اكسد الكربون CO2 0.035
نيون Ne 0.00182
هيليوم He 0.00052
ميثان CH4 0.00015
كريبتون Kr 0.00011
هيدروجين H2 0.00005
ثاني أكسيد النيتروجين N2O 0.0000001
ثاني أكسيد الكبريت SO2 0.00000002
زينون Xe 0.000009
أن
نشاطات الإنسان غير المسؤولة والتوسع الصناعي والعمراني في القرن الأخير
أدت إلى الإخلال بالتركيب الطبيعي لغازات الغلاف الجوي مم كان له اكبر
الأثر في ظهور كثير من المشاكل البيئية والصحية.
ظاهرة الانحباس الحراري
يلعب تركيب الهواء بنسب مكوناته الطبيعية دور هام في عملية الاتزان
الطاقي لكوكب الأرض وهذا يعني أن كمية إشعاع السماء التي تدخل إلى الغلاف
الجوي تساوي تماما كمية الطاقة لإشعاع الأرض والمتشتت من الغلاف الجوي إلى
الفضاء الخارجي.
أن الخلل الحادث في تركيز غازات الغلاف الجوي- خاصة في
تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون - بسبب فعاليات الإنسان أدى إلى انحباس جزء
من الطاقة داخل الغلاف الجوي مما تسبب في التغيير في معدلات درجة حرارة سطح
الأرض وتكوين ما يعرف بظاهرة الانحباس الحراري.
ولما كانت مقدرة هذه
الغازات على حجز الحرارة داخل الغلاف الجوي منوطة بكمية هذا الغاز في
الهواء فإن اختلال نسبة مكونات الغلاف الجوي يؤدي إلى اختلال قدرة هذا
الغلاف على حفظ درجة حرارة الأرض ارتفاعاً أو انخفاضاً. إن زيادة استهلاك
أنواع الوقود التقليدية المختلفة أدى إلى ارتفاع نسبة هذه الغازات في
الغلاف الجوي مما نتج عنة ارتفاع في متوسط درجة حرارة الأرض.
جدول 2
يوضح أهم الغازات التي يتسبب زيادة تركيزها في الغلاف الجوي إلى ظاهرة
الانحباس الحراري وهي المسؤولة عن مواسم الشتاء الأكثر دفئا ومواسم الربيع
المبكر عن موعدها خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين في النصف الشمالي
من الكرة الأرضية. وأيضا يوضح الجدول النسبة المئوية المشاركة كل نوع من
هذه الغازات في مشكلة الانحباس الحراري، إذ يتصدر غاز ثاني أكسيد الكربون
هذه المجموعة ويتسبب بأكثر من 60% من انحباس إشعاع الأرض من الأشعة تحت
الحمراء في طبقة التربوسفير.
الغاز النسبة المئوية (%)
ثاني أكسيد الكربون CO2 64%
الميثان CH4 19%
الكلوروفلوكاربونات CFCs 11%
ثاني أكسيد النيتروجين N2O 6%
وأظهرت دراسة التفاعلات بين المحيطات والتيارات الهوائية أن التيارات الهوائية القطبية التي تتجه
من الطبقة الجوية العليا إلى الطبقة السفلي تهب بقوة اكبر فوق المحيطات الحارة ناقلة
بذلك الرياح الحارة والرطبة إلى أمريكا الشمالية وأوربا وآسيا متسببة في مواسم شتاء اكثر دفئا
وربيع مبكر في القسم الشمالي من الأرض.
أن معدلات حرارة سطح الأرض في النصف الكرة الشمالي ارتفعت خلال اشهر الشتاء خمس درجات مئوية خلال
الأعوام الثلاثين الأخيرة أي اكثر بعشر مرات من الارتفاع العالمي. أن الشتاء الأكثر دفئا سيؤدي إلى
ظروف مناخية اكثر رطوبة في أوربا وفي غرب الولايات المتحدة وستكون أوربا الغربية اكثر المناطق
تعرضا للعواصف التي تهب من الأطلسي. وأشار الباحثون إلى أن هذا التوجه إلى ارتفاع الحرارة
سيتواصل في الأعوام ال30 المقبلة بالتزامن مع تزايد تكثف غازات الاحتباس الحراري في الجو.